الخميس، 7 يونيو 2012

وحيد..في دجى الليل

انسحب بهدوء..عائدا الى غرفته.. 
حيث عم السكون..وسط الدجى..
جلس الى مكان نومه..و سحب فرشه..
ليسمع حينها صوتا يحدث صديقه:
"انت اذكى واحد فيهم..و مشروع طالب امتياز"..
عصفت به حينها الافكار و الذكريات..
ذكريات..حين كان مضرب المثل..
تذكر كيف كان يضرب به المثل في الذكاء..في التفوق..في الوقار..في رجاحة العقل..
تذكر كيف كانت تتمنى امهات اصدقاءه ان يكون ابناءهم مثله..
تذكر نظرات الفخر التي كان يراها..بين عينيها..
امه..

توقف عن التفكير عند هذه النقطة..
و..
اجهش بالبكاء..

صار حاله الآن يرثى له..
لم يعد ذاك الطالب المتفوق..
لم يعد ذاك الشخص الوقور..
لم يعد..راجح العقل..
فقد شخصيته..و مكانته..
باختصار..
فقد كل شئ..

استمر بكاؤه اكثر من ربع ساعة متواصلة..لا ينقطع..
و يزيد..كلما تذكر كيف سيكون حال امه..عندما يعلن فشله..
حاول التوقف..و التفت الى هاتفه..محاولا التحدث مع من طالما خفف عنه..
الا انه..لم يرد..

و وسط وحدته..تذكر امه ثانية..و تمنى..لو كان بين احضانها الآن..ليعترف لها بخطيئته..
ليعلو بكاؤه و يزيد..حتى تبلل فرشه من دموعه..
حتى انه..من شدة بكائه..رق لحال نفسه!
و لشدة وحدته..بدأ يضم نفسه بفرشه..محاولا تهدأتها..
ليبكي..بين احضان نفسه..
متخيلا..
حضن امه.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق