الجمعة، 27 أبريل 2012

الحصن


إذن..
صرت وحيدا..
أقف وحدي في وجه ذلك المد العاتي..
أمام تلك الجيوش الجرارة..
كل جيش يسعى بكل عدته و عتاده..
بكل خيله و رجله..
لأن يقتحم ذلك الحصن..
بينما..
أقف وحدي..
فقط أنا..
أقف لأذود عن ذلك الحصن..
أدفع عنه..
أصد تلك الجيوش..
وحدي..
حتى أصدقائي..
تركوني هنا..
ظننوني أيضا..
أسعى لإقتحامه..
حتى سكان الحصن..
ظنوني كذلك..
لكنني أقف صامدا..
تنهشني سيوف أعدائي..
و رماح أصدقائي..
و ألسنة أهل الحصن..
لكني لم ..
و لن أتراجع..
لن أتراجع أيها الرعاع!
لن أتراجع ..
حتى و إن كسر سيفي..
و فلجت رأسي..
و شق صدري ..
و طار درعي..
لن تنال مني سيوفكم الهشة..
و لا رماحكم البالية..
و لا رجالكم الضعفاء..
و لا عضلاتكم الضامرة ..
لا ترعبني صياحتكم ..
لا يرهبني وقع أقدامكم..
أنتم من يجب أن يهاب صياحاتي..
صيحات الغضب ..
القي بها في قلوبكم الرعب..
انزع بها احشائكم المرتبكة ..
اقتلع رقابكم..
اجز اجسادكم..
أجعلكم كأعجاز نخل منقعر..
اسقيكم مرارة الهزيمة ..
و طعم الغضب الكامن داخلي ..
فلتتقهقروا أمامي أيها الجبناء ..
دعوني أرى نظرات الخوف في عيونكم .. 
و أسمع آهاتكم ..
و أرى أنكساركم ..
قد أقع .. 
قد تصيبونني..
قد تقتلونني..
قد يلقبني أصدقائي بالضعيف..
وأهل الحصن"بالخائن"..
لكني لا أهتم..
فرغم كل هذا..
في النهاية..
لن يجرؤ مخلوق..
أي مخلوق..
طالما أنا هنا أقاتل..
أن يقترب ..
أو يمس..
أو يقتحم
..ذلك..
الحصن..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق