لن أنمق الكلام .. فأنا فقط أحتاج أن أبوح به
لقد سئمت..
سئمت وتعبت من كوني أنا
من حالات ضعفي واكتئابي
من سرعة تأثري واعادة فتح جراحي التي لا تندمل
سئمت من كوني لا أتحرك قيد أنملة للأمام
سئمت من كوني أعول على الآخرين كي أحقق نجاحا يرضيني..
فلم أعد أعلم ما يرضيني
أعلم فقط أني مجرد سراب خادع
يراه الرائي من بعيد فيحسبه ماءا
يحسب انه امام شئ واحة غناء
حتى اذا جاءها لما يجدها شيئا
وجدها خواءا..ظلاما دامسا
أرض خربة جدبت ومالها من زرع ولا ضرع
سئمت من شعوري أني لست أهلا لشئ
أني أقل من ما أرجو وآمل
سئمت من كوني خيبة أمل كبيرة
شخص عادي..بل وأقل..ظلمته رؤى الكثيرين بأنه أكثر من ذلك
سئمت من كوني من يسعى لطمأنة الجميع..وليس له من يطمئنه
سئمت من كل الليالي التي جفاني فيها النوم..أو طاردتني في الكوابيس
سئمت من احتراقي دون أن أجد ما يطفئني
سئمت من رؤيتي لذاتي حين تمر هذه الحالات ويأتيني الوهم الخادع أن كل شئ على ما يرام وأنا أقول: ما كان الداعي لكل هذا الهراء والظلام الدرامي؟
سئمت من كوني الطرف الضعيف في الحب دائما..من كوني أحب ما لن يكون لي..
سئمت من استعدادي للتضحية من أجل الآخرين..وما لي من يضحي لأجلي
سئمت وتعبت من كل ما بي
أكثير علي أن أحظى بمن أملأ قلبه كما يملأ قلبي؟
من يسعى لسعادتي كما أسعى لسعادته؟
أكثير علي أن أحب من يشبهني ويبادلني هذا الحب دون أن يعكر صفوه ما لا أعرفه عنه أو ما يحول بيني وبينه؟
لماذا إذن يصيبني كيوبيد الغبي بسهمه ما دمت لن أحظى باكمال الحكاية؟
لماذا يصيبني بمن أطمئن قلوبهم انها مليئة بالحب ثم يعطيها لغيري؟
لماذا يصيبني بمن يبادلني الحب ولكنه لا يصلح لي؟
ثم لماذا يصيبني بمن كنت أغض الطرف عنه..حتى إذا همت به ضربني القدر بسهامه وصدمني بمخاوفه أن هذه القصة لا نهاية سعيدة لها؟
لماذا يا ربي أعطيتني هذا القلب الضعيف إن كانت الحياة ستكسره مرارا وتكرارا ويصير ركاما لا صلاح له؟
ولماذا أعطيتني هذا العقل النير الذي يكابد ويصارع بلا توقف ظلاما حالكا لا نهاية له؟
لم أصارع ما لا يصراعه سواي؟
لم لا أمر بكل مرحلة كما يمر بها من حولي؟
لم أنا مازلت هنا..أجاوز السابعة والعشرين ولم أحقق ما يرضي كبريائي، فلا جامعة أنهيت ولا أموالا قد جمعت ولا حبا قد نلت؟
وكيف أنال هذا الحب وانا بهذا الحال: ضعيف منكسر غارق في الظلام؟
من قد يرغب في أن يجاور الرماد؟
واقف أنا في مكاني لا أتحرك..لاأتقدم..يصيبني الوهم أني قد حققت شيئا فيصدمني الواقع أني لا شئ..حتى بعمل أضعت وقتي أظنني قد بلغت فيه مبلغا
أما لهذا الليل أن ينجلي؟ أما لهذا الغم أن ينكشف؟
عفوك ورضاك يا ربي على تذمري وشكواي..لكن عبدك قد خارت قواه
طمئن قلبي..خذني إليك فقد حدت عن سبيلك..
ردني اليك واعف عني..
جزاكم الله خير تعقيبا على قولكم ( لقد سئمت من الليالي ) أذكركم بالحديث القدسي .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسبّ الدّهر وأنا الدّهر أقلّب الليل والنهار".
ردحذففالحذر من سب الدهر و الزمن كمن قال الزمن غدار .
و جزاكم الله خير.
ملحوظة:
في حسابكم التويتر تجنبوا صور الأرواح المحرمة.
و لتكون المدونة أعظم نفعاً و تكون من الحسنات الجارية لكم بإذن الله بعد الموت تزويدها بالمواد الشرعية العلمية المهمة من المشايخ الموثوقين كابن باز و ابن عثيمين من المواد الشرعية التي تحتاجها الأمة و التحذير من البدع مثل بدع المولد النبوي و التحذير من المخالفات كالتبرج و السفور و المعازف المحرمة و الأغاني المحرمة .أسأل الله العافية.
و جزاكم الله خير.