الأربعاء، 1 مايو 2013

الروح..ولدت من جديد..

تتخطفه الأحزان..تقاتله الآلام..

يهاجمه..الخوف من المجهول..

فيذهب الى حيث دوما يفرغ همومه..

الى ذاك الذي طالما استمع لشكواه..

في دجى الليل..ذهب اليه..

جلس امامه..بعد طول غياب..

مازال كما هو..واسعا..عظيما..يتقلب بين الهدوء و الأضطراب..كنفسه تماما..

جلس امامه..صامت اللسان..لتتحدث عنه الروح..

بدأ يفرغ ما بجعبته من هموم و أفكار..يخبره بالصراعات و الحروب بداخله..ينبئه عن ما يهمه و يحزنه..

ليحس بروحه تندمج بروح ذاك البحر العظيم..و تندفع سيمفونية الكون لتعزف أسمى  ألحانها التي لا يسمعها غيره..

يبادله البحر الحديث..يبث فيه من العزيمة و القوة و الهدوء و العنفوان بقدر ما فيه من اتساع تلك الصفات..

يخبره أنه..سيتغلب على كل الأعداء..سينتصر بكل المعارك..

ليرد هو..بصوت عال..

"أجل..سأصير يوما ما أريد"..

هم بالقيام..رافعا رأسه الى السماء..لينتقل من مناجاة البحر الى مناجاة رب البحر..

"أعلم انك لن تذرني..أعلم أنك ما كتبت لي الا الخير..أعلم هذا و أوقن به..يا رب.."

قام من مكانه .. لتبدأ بوادر الابتسام تظهر بوادر بعث الروح..

مشى قليلا..لتقع عيناه على ما يشبه الوادي اسفل ذاك المرتفع..يصل آخره الى البحر..

أحس بقوة خفية تدفعه للنزول..و بدأت سيمفونية الكون العذبة تعزف أروع سيمفونياتها مرة اخرى..ليندفع الى ذاك الوادي مع ايقاع الحانها..

تلامس قدماه الأرض..ليجد نفسه في فلاة متسعة..لا شئ فيها الا بعض الأحجار في الأرض..و ذاك المرتفع خلفه و يحيط بالمنخفض..و أمامه ذاك البحر الواسع مرة أخرى..

يهرول بتلك الفلاة المنخفضة..ترتفع مع هرولته ضحكاته الممزوجة ببكائه و زفراته..تعلو معها أصوات السيمفونية الكونية..لتبلغ أعلى لحظات اندماجها معه و مع ما حوله مع صيحاته العالية:

"أنا أحبك يا رب!! أنا أحبك يا رب!!"

فتح ذراعيه..و رفع كفيه و رأسه الى السماء..يدور حول نفسه مكملا صيحاته العالية المليئة بطعم الفرح:

"أعلم أنك كتبت لي الخير !! و لا معين لي سواك..أنت عوني و ملاذي..و أنت معيني في معاركي..

أحبك يا رب!!"

و تعلو صيحاته المليئة بالفرح بتلك الفلاة..ممزوجة بتلك الموسيقى الكونية..و صوت الموج حوله..ليشع نورا من داخله يبدد ظلامه..و كأنه ينير ظلمة الليل القاتمة المحيطة حوله..

هنالك فقط..نستطيع أن نقول أن..

الروح ولدت..من جديد..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق