السبت، 20 أبريل 2013

القولبة..

إن المجتمع و افراده يتساهلون في تعاملهم..و يحاولون اراحة انفسهم بوضع كل فرد في "قالب" يصنعه استنادا لبعد واحد دون البقية..و يتعامل معه استنادا لهذا القالب..

فهو يقوم ب"قولبة" الأفراد..بناءا على رؤيته هو لا ما على هم عليه حقيقة..فيشكل فكرة لكل قالب يطبقها على كل من يراه في ذاك القالب..


و ذلك "المقولب" يتعامل مع كل حسب القالب المشكل في عقله..ايجابيا كان أو سلبيا..مقتنعا ان كل الافراد يخضعون لتلك القوالب المحدودة..



فيرى كل ملتح "شيخا"..و كل مطلق لشعره و لحيته "اشتراكيا"..ناهيك عن القولبة الفجة للفتاة في المجتمع..


و المذهل ان "المقولب" يندهش حين يرى من الفرد فعلا مخالفا للقالب الذي صنعه له..و ان كانت طبيعة البشر انهم بداخلهم الشر و الخير..و الصواب و الخطأ..

و هذا يوصلنا لحقيقة انه لا يمكن قولبة الافراد..فقد يبدو لوهلة الفرد-طبقا للقالب الذهني له-شخصا ذا قالب سئ..في حين ان حقيقته غير ذلك..و هو ما يجعل المقولب يتعجب عند اصطدام الحقيقة بقالبه..


فالخطأ ليس خطأ الفرد ان أراك حقيقته..بل خطأك حين وضعته في قالب وفقا لهوى نفسك..بل انك وضعته في قالب اصلا..فالانسان لا قالب ثابت له..


و من اخطر مشاكل "القولبة"..أن البعض يحاول الهروب من القالب الذي وضعه فيه المجتمع..فيصنع قالبا آخر منافيا للأول و يحبس نفسه فيه! 


فلا أفهم..لم قد يرغب أحد في بناء سور حول المحيط؟ لم صناعة قوالب لأفراد و نفوس هي ذات اتساع و تعقيدات أكبر من أي قالب؟ 


فلا تحصرن نفسك و لا تضيقن واسعا..و تأن حين ترى كل فرد..أقولها راحة لكل مقولب :

"عليكم انفسكم"..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق