السبت، 10 مايو 2014

حلم الهروب..

المشهد: احد ضواحي سوريا..

يخيم على المشهد صمت رهيب..و كأن المدينة مدينة اشباح..

اظهر انا..و تظهر ثلاث فتيات..يبدو عليهن الذعر..

يستنجدن بي لانقذهن من براثن النظام السفاح..و اعلم جيدا مم يستنجدن..

اخبرهن ان يتبعنني..و ان ينفذوا ما اقول..

نتحرك وسط المدينة..الى اطرافها..بخطو حذر..

فجأة..

تظهر تلك الدورية المجرمة!

اشير لهن بالاختباء خلف بعض الشجيرات الكثيفة بجانب الطريق..فتمتثلن..كاتمات انفاسهن..

تمر ثوان مرور الدورية كانها ساعات..و ما ان مرت..الا و امرت الفتيات بالمكوث..و خرجت اتأكد من ان الطريق صار امنا..

اخرجتهن..و بدأنا بالجري وسط الضواحي..باحثين عن سبيل الخروج..

الكثير من الشوارع كانت تظهر فيها تلك الدوريات..نغير المسار و الانفاس تتسارع خوفا ان يكونوا قد رأونا..

التفت حولي..بعد المرور من احدى المباني..ليحدث ذاك التغير اللا معقول الذي يؤكد انك في حلم..

ارى مبنى احد النوادي هنا بالاسكندرية..فابشرهن اننا على وشك النجاة..

نتحرك..حتى الوصول الى ذاك النادي..نتجاوز حدوده..صرنا في امان كما اظن..

لكن..ما ان دخلنا و بدأنا بالتحرك قليلا..الا و ظهر بعض افراد الامن و المسئولين عن النادي..راغبين في اخذ الفتيات لانهن دخلن بشكل "غير شرعي"..

و لاني اعرفهم..اخبرهم انني سأخذ الفتيات بعيدا عن النادي تماما..و اتحرك دون ان انتظر منهم جوابا..

هنا .. تختفي فتاتان..اظن انهما صارتا بامان..

و تبقى معي فتاة واحدة..

كانت ابرعهن جمالا..و لكنني لم انتبه لذاك الا و نحن نخرج من ذاك النادي..

اخبرتها انها لابد ان تغير بعض الاشياء لتظل بامان..

كانت مستسلمة تماما لي..و كانها قد رأت في منقذها الذي لا مجال لعدم الثقة فيه..

اخذتها..لاشتري لها ملابس غير التي كانت ترتديها كي لا يتعرف عليها احدهم..

ثم..اخبرتها انني ساناديها باسم غير اسمها الحقيقي حتى لا يتعرف احد جواسيسهم عليها..

بعد تفكير و تشاور..اخذت اسم "سارة"..

لعل هنا قرر عقلي انهاء الاحداث المهمة..لتظهر لي مقتطفات مما بعد ذلك..

نعم..فمرحلة حبس الانفاس و الهروب قد انتهت..

ففي مقتطفات..اراها دوما معي..قريبة جدا مني..

اشعر بدفء معها و كذلك هي..

لم اتبين..لكن..لعل الاحداث في ذاك الحلم انتهت بالارتباط الابدي السعيد بيني و بين تلك الفتاة التي كنت اسعى لانقاذها..فصرت لها و صارت لي..

هنا..تتلاشى الصورة..و تبعد التفاصيل..و افتح عيناي..لاعود لحياة لم انقذ فيها احدا..ولم يتعلق فيها بي احد..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق