فيضٌ روحي..

أدري أنني قد صرت ما لم أكن..

ربما كثرة الادراك مثقلة..مثقلة حد الثمالة..

قد صرت في سكر..لا أكاد أفيق منه..

سكر أثقل روحي و كياني..حتى أنني قد صرت أنام فلا أجد رغبة في الاستيقاظ..

أتشبث بالأحلام بطريقة لم أمر بها قبلا..

روحي فيها في ترحال مستمر..كأنها تخبرني برغبتها الملحة في الترحال..

السفر..الانتقال الى ما لست أعرف..

يدور بخلدي دوما اولئك الرحالة..و الدراويش الجوالون..

اتمنى لو أحظى بتجربتهم..اتنقل في بلاد الله الواسعة حتى أرتوي من أسراره..و ان كنت أدري أنني سأقول حينها "لم يزدني الورد الا عطشا"..

تلك الروح الخفيفة..تشكو ثقلها..

فلابد للروح الخفيفة ان ترتقي..ان تسمو..

قيود كثيرة..منها ما أعلم و ما لست أعلم..

خوف من الفقدان..من المجهول..

أجد روحي تخبرني..انه :
"التجلي المتكرر في الصورة الواحدة لا يعول عليه..كل حال يدوم زمانين لا يعول عليه ..
كل سكر لا يكون عن شرب لا يعول عليه..
كل بقاء يكون بعده فناء لا يعول عليه..
كل فناء لا يعطي بقاء لا يعول عليه..
كل شوق يسكن باللقاء لا يعول عليه.."

أطلق يديك..فكل ما لك لك..

كل ما كان هو افضل ما كان..

كل ما سيكون..هو أفضل ما سيكون..ان آمنت..

لا تتشبث..فرب اطلاق يمنحك امتلاك..

..اذا..أسير..و بداخلي رغبة في اجابة ذاك النداء الى السياحة..الى التجوال في ملكوت الله..

العودة اليه..السير و السعي و الهرولة الى يديه..

بداخلي رغبة في التحرر..في العودة الى الذات..الى اصول الاشياء..

لربما ذا افضل ما يمكن فعله الآن..

بل..لربما هو الواجب..

النظر الى الذات..الأدوات..الرفاق..

الخلوة قليلا..و الانتظار..

الاعداد..

"و تزودوا.."

لكي نكمل الرحلة..وحدنا..ثم سوية..ثم وحدنا..ثم نلتقي فنمكث ابد الآبدين..دون هذه القيود جميعها..

"خواطر مبعثرة..جدا :) "