يحكى ان..رجلا..اعتاد ذنبا..
كان يدري انه مذنب..يعلم ان لابد له من توبة..
اراد ان يتوب..و لربه يؤوب..
لكن نفسه..تلك الأمارة بالسوء..كانت تغلبه..
يذنب..ثم يندم..فيبكي..و يود لو أن بينه و بين ذنبه أمدا بعيدا..
يدعو..و يناجي ربه..و يقول أنه لن يعود..
ولكنه..يعود..
ليس عنادا..ليس رغبة في مواصلة الذنب..
لكنه..ضعف..
عاد يتوب مرة تلو المرة..و كل مرة يسجد و يقول: رب لا أعود أبدا..
و لكن نفسه..
و أه من النفس..
الأمارة بالسوء..
لا تذره حتى يعود فيحنث..فيذنب..فيخلف عهده مع مولاه..
أخبره بعض المنفرين أنه لا أمل له..و أن ذنبه معذبه لا محالة..
بكاء..فهلع..فيأس..
يخاطب نفسه..يقول:
ياليت بيني و بينك أمدا بعيدا..
يا ليت بيني و بينك بعد المشرقين..
بئس القرين انت!! بئس القرين أنت!!
كاد يستسلم لمصيره انه حق عليه العذاب..
فهو لم و لن يهزم نفسه..
ووسط بكائه..فقد الوعي..
لا يعلم افقد الوعي..ام فقد الحياة!!
فهو لم يعد بداره التي يعرفها..
بل هو في مكان عجيب..موقع مهيب..مشهد رهيب!!
لا يعلم افقد الوعي..ام فقد الحياة!!
فهو لم يعد بداره التي يعرفها..
بل هو في مكان عجيب..موقع مهيب..مشهد رهيب!!
رأى النار كأنه مواقعها..و لا يجد عنها مصرفا..
رأى الكفار يلقون فيها..
رأى أحدهم يهتف..يا ليتها كانت القاضية!!
سمع صوتا يصرخ: يا ليتني قدمت لحياتي!!
سمع عويلا من النار ينادي: يا مالك ليقض علينا ربك!! و يأتي الرد المهيب موجعا: انكم ماكثون!!
نعم..انه الحساب!!
وسط هلعه..وسط لهيب يحس انفاسه من بعيد..أتاه نفر من الملائكة..
"فلان ابن فلان..هلم الى الجبار"!
ويله!! انه آتيه العذاب لا ريب!!
أراد الهروب..و اين الفرار من الجبار؟!!!
لكنه..سمع أصواتا تناديه..
"إنه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون"
"يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله..ان الله يغفر الذنوب جميعا"..
"ان الله يغفر الذنوب جميعا"..
استفاق في هلع!!
افاق على صوت اذان الفجر..
هرع الى المسجد..اصطف المصلون..و تلى الامام ايات الله..
"قل يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله..ان الله يغفر الذنوب جميعا"
انخرط في النحيب..و سجد خلف الامام و هو منيب..
و بعد الصلاة..القى الامام كلمة..ما يعنينا منها هو ذاك الحديث:
" ورد في الصحيحين..أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أذنب عبد ذنبا فقال: أي رب أذنبت ذنبا فاغفر لي، فقال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي، ثم أذنب ذنبا آخر، فقال أي رب أذنبت ذنبا آخر فاغفر لي، فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي، فليفعل ما يشاء. "
أحس كأنما قد قيل هذا الحديث فيه..و عزم ألا يعود للذنب و يجافيه..
سجد لله تائبا..عائدا..نادما على ما فعل..
و استجمع كل صدقه و اخلاصه..عازما ألا يعود مرة اخرى الى هذا الذنب..
اتعلمون من هذا الرجل؟؟
هذا الرجل..قد يكون أنا..قد يكون أنت..قد يكون أنتِ..
فلا تقنطوا من رحمة الله..
" وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ؟ "
:)
ردحذف